هناك قلقٌ ماليّ لا نكتب عنه كثيرًا… لأنه ليس “دراميًا”.
هو القلق اليومي الصغير الذي يطرق الباب في تفاصيل الحياة:
هل سيصل الراتب بسهولة؟ هل سأنهي التحويل لأهلي في دقائق أم سأهدر ساعة في إجراءات؟ هل سيدفع التطبيق الفاتورة… أم سيدفعني للعودة لنفس الدائرة القديمة؟
التحوّلات الكبرى في الأسواق لا تُعلن نفسها دائمًا بصخب. أحيانًا، تبدأ بصمت: وقتٌ أقل يُهدر في الطوابير، إجراءات أقل تُثقِل يوم الناس، وتحويلات مالية لا تعود “مهمة” بل تصبح “تفصيلة” تُنجز في دقائق.
في الإمارات، السرعة ليست رفاهية… هي معيار.
لذلك عندما تتجاوز محفظة رقمية 1.5 مليار درهم في المعاملات خلال أقل من عامين، فالقصة ليست “رقمًا كبيرًا” بقدر ما هي رسالة بسيطة: الناس اختارت الطريق الأسهل.
لا يبدو تجاوز «دو باي» 1.5 مليار درهم في حجم المعاملات الرقمية خلال أقل من عامين مجرد خبرٍ عن نمو تطبيق. بل هو مؤشر على شيء أعمق: تكوّن عادة. فالرقم لا يعني أن الناس جرّبت الخدمة مرة، بل يعني أن قطاعًا واسعًا عاد إليها مرارًا حتى أصبحت جزءًا من الروتين المالي اليومي.
التوقيت هنا ليس تفصيلاً. دبي تتحرك بخطة واضحة ومعلنة للوصول إلى 90% من المعاملات بلا نقد بحلول 2026 ضمن استراتيجية “دبي اللانقدية” بقيادة “مالية دبي”. هذا ليس شعارًا تسويقيًا؛ هو هدفٌ مفصّل يُعاد تصميم أنظمة المدفوعات في ضوئه، من الخدمات الحكومية إلى التجارة اليومية.
واللافت أنّ أحد اللاعبين الذين يبنون “قنوات” هذا المستقبل ليس بنكًا تقليديًا، بل شركة اتصالات: «دو». شركات الاتصالات تفهم شيئًا واحدًا جيدًا: السلوك المتكرر. هي تعيش من الخدمات اليومية، من الاستخدام المستمر، ومن الثقة التي لا تُبنى في يوم. وهنا تحديدًا يصبح دخولها عالم المال منطقيًا—إذا عرفت كيف تحوّل “الثقة” إلى “منفعة”.
والأهم؟ هذه المحفظة ليست مشروعًا عابرًا لشركة ناشئة.
إنها du Pay — ذراع فينتك من “دو”، إحدى العلامات الراسخة في قطاع الاتصالات داخل الإمارات منذ 2006، والتي اعتادت أن تبني ما يقرّب الناس من بعضهم… والآن تقرّبهم من الخدمات المالية أيضًا.
خلفية الشركة
«دو»: مشغل اتصالات داخل الإمارات العربية المتحدة منذ 2006، بخدمات للهاتف والإنترنت والخدمات الثابتة.
«دو باي»:du Pay منصة خدمات مالية رقمية تابعة لـ «دو»، تتجه إلى جعل المدفوعات والتحويلات والمهام المالية اليومية أكثر سهولة وشمولًا.
يقول فهد الحساوي، رئيس مجلس إدارة «دو باي» (du Pay):
“إن وصولنا إلى 1.5 مليار درهم في حجم المعاملات يجسّد التزامنا الحقيقي بالشمول المالي والتحول الرقمي في دولة الإمارات. نحن نعمل على تمكين المقيمين من المشاركة الكاملة في الاقتصاد الرقمي، وتقديم حلول دفع رقمية متكاملة، بالتوازي مع دعم رؤية الدولة نحو مستقبلٍ أكثر اعتمادًا على المدفوعات اللانقدية.”
«دو» ليست شركة “تعمل في عشرات الدول” مثل المصارف العالمية، لكن «دو باي» تصبح “عالمية” عند نقطة احتياج المقيمين الأساسية: التحويلات إلى أكثر من 200 دولة. هذه هي العولمة التي تهم المستخدم فعليًا.
إنجازات du Pay
بحسب البيان:
أكثر من 1.5 مليار درهم في حجم المعاملات خلال أقل من عامين
تجاوزت مليون تحميل
تركيز واضح على شرائح “المقيمين” والفئات التي تحتاج خدمات شبيهة بالبنوك من دون حواجز تقليدية
اقتصاديًا، هذه المؤشرات تعني أن المنصة لم تفز فقط بالدعاية، بل بدأت تقترب من المرحلة الأصعب: الاعتماد اليومي.
الاستراتيجية الحقيقية:لماذا انتشرت du Pay بهذه السرعة؟
في الأسواق الناضجة ماليًا، هناك فرق بين “منتج مالي” و“بنية مالية يومية”.
المنتج يُستخدم عند الحاجة. أما البنية اليومية فتُستخدم باستمرار لأنها تختصر الوقت وتقلّل الاحتكاك.
«دو باي» تلعب في هذه الطبقة عبر قرارات تصميم واضحة:
الدخول السريع = تقليل تكلفة التردد
التسجيل عبر الهوية الإماراتية والتعرّف على الوجه ليس مجرد رفاهية تقنية؛ هو اختصار للحاجز النفسي قبل الحاجز الإجرائي.
الشمول المالي يُترجم إلى مواصفات، لا إلى شعارات
ميزة عدم وجود حد أدنى للرصيد تُخفّض عتبة الدخول.
ووجود IBAN مجاني وفريد لكل مستخدم يفتح بابًا مهمًا: استقبال الراتب عبر التحويلات البنكية المحلية بسهولة.
تجربة “تطبيق واحد” بدل تشتيت الأدوات
التحويلات الدولية، دفع الفواتير، شحن الهاتف، والمدفوعات داخل الدولة—مع خيار السحب دون بطاقة.
الثقة التنظيمية شرط نمو لا يمكن تجاوزه.
يذكر البيان أن «دو باي» مرخصة من المصرف المركزي—وهو عنصر مفصلي في أي خدمة تقوم على “قيمة مخزنة” أو مدفوعات رقمية.
du Pay «دو» تجربة مالية تحترم الوقت
وراثة الثقة
الناس لا تبدأ من الصفر مع علامة تعرفها منذ سنوات في حياتها اليومية. البيان نفسه يقدّم «دو» بوصفها “من أكثر مشغلي الاتصالات ثقةً”.
اقتصاديات التوزيع
شركات الاتصالات تتقن الوصول للمستخدمين وإبقائهم. استخدام الحوافز (مثل بيانات مجانية مع الشحن أو التحويل) ليس “كرمًا” بقدر ما هو هندسة سلوك.
فهم الاستخدام المتكرر
هذا النوع من الخدمات لا يربح من “الضربة الواحدة”، بل من التكرار: الرواتب، التحويلات، الفواتير، الشحن… كلّها نقاط تماس مالية عالية التردد.
المشهد التنافسي الحقيقي: أين تدور المعركة؟
قواعد جديدة لكن بروح مختلفة
لنكن واقعيين: «دو باي» لا تحاول أن تكون بديلًا كاملًا للقطاع المصرفي. هذه ليست اللعبة. , اللعبة هي امتلاك دور واضح في “
التجربة المالية اليوم
البنوك: تتفوّق بمنتجات أوسع (قروض، استثمارات، بطاقات مع مزايا).
الصرافات: تتفوّق لدى شرائح تفضّل الخدمة الحضورية.
المحافظ الرقمية: تربح حين تجعل الحياة أسهل وتجمع الضروريات في تجربة واحدة.
تميّز «دو باي» كما يورده البيان واضح:
خفض الحواجز (لا حد أدنى للرصيد) + إضافة مسار (IBAN) + ضغط الخطوات (تسجيل سريع) + مدى عالمي (200+ دولة).
ما الذي يجب مراقبته لاحقًا؟ لرواد الأعمال
إذا كنت تتابع سوق الفينتك fintech في الإمارات، فهناك مؤشرات أهم من التصريحات:
النشاط الفعلي مقابل التحميلات: مليون تحميل مهم، لكن قيمة السوق في “المستخدم النشط”.
اختراق الرواتب: ميزة IBAN قد تتحول إلى “وتد” يثبت الاستخدام الشهري.
اقتصاديات التحويلات الدولية: التغطية الواسعة ممتازة، لكن الربحية تعتمد على التسعير والشراكات والحجم.
تعميق المنتج: الترخيص أساس، لكنه ليس نهاية الطريق.
لماذا دبي تحديدًا؟
تستهدف استراتيجية دبي لأن تكون 90% من المعاملات رقمية بحلول 2026. وdu Pay تقدّم نموذجًا عمليًا يجعل هذا الهدف “قابلًا
للتحقيق ، وليس مجرد عنوان
أسئلة شائعة
ما هي du Pay؟
منصة خدمات مالية رقمية تابعة لدو، تسهّل الدفع والتحويلات والمهام المالية اليومية.
كم بلغ حجم معاملات du Pay؟
تجاوز 1.5 مليار درهم خلال أقل من عامين، مع مليون+ تحميل.
هل فيها حد أدنى للرصيد؟
لا — بدون حد أدنى للرصيد بحسب البيان.
هل يمكن استقبال الراتب؟
نعم، عبر IBAN مجاني وفريد يسهّل تحويل الراتب محليًا.
التحويلات الدولية متاحة؟
نعم، إلى 200+ دولة.
du Pay
من فكرة إلى واقع يومي
في النهاية، الاقتصاد اللانقدي لا يُبنى بتطبيقات “تبدو حديثه”.
يُبنى ببنيةٍ مالية تحترم وقت الإنسان—وتُقلّل الاحتكاك—وتوقف استنزاف التفاصيل الصغيرة.
حين لا يضطر الإنسان أن يثبت أحقيته في خدمة…
وحين لا يشعر أنه خارج النظام بسبب حد أدنى للرصيد…
وحين يُصبح تحويل المال لأهله فعل حبّ سريع… لا مشروع يوم كامل…
حينها، التكنولوجيا لا تبدو “تقنية” أصلًا. تبدو إنسانية.
عندما يستطيع عاملٌ أو موظفٌ أن يسجّل بسرعة، يستقبل راتبه دون تعقيد، يرسل المال لأهله دون “مشروع يوم كامل”، ويدفع فواتيره من مكان واحد… فالمال يتوقف عن كونه عبئًا إداريًا. ويصير خدمة.
ولهذا، فإن 1.5 مليار درهم ليست نهاية قصة «دو باي»—بل بداية إثبات مهم: أن المنصة لا تكتفي بجذب المستخدمين، بل تُشكّل سلوكهم. وفي عالم Fintech ، السلوك هو الأصل الحقيقي.
ومع اتجاه دبي إلى 2026، فإن du Pay ليست محفظة… إنها أسلوب حياة مالي أبسط
du Pay تجاوزت 1.5 مليار درهم… نعم
لكن القيمة الأعمق هي أنها تقترب من شيء أهم
أن يصبح المال أخفّ على الناس… وأكثر احترامًا لوقتهم… وأكثر عدلًا في الوصول إليه.
