الصفحة الرئيسية الأخبار مابين Retail والـFinance والـHealthcare متى ينجح الذكاء الاصطناعي ومتى يفشل؟ الدروس التي يحتاجها كل قائد في 2025

مابين Retail والـFinance والـHealthcare متى ينجح الذكاء الاصطناعي ومتى يفشل؟ الدروس التي يحتاجها كل قائد في 2025

يكشف تقرير Lenovo CIO Playbook 2025 أن قطاع الـRetail يتصدر نجاحات الذكاء الاصطناعي (%96 من المشاريع ناجحة)، بينما يسير الـFinance بحذر ويواجه الـHealthcare تحديات رغم أعلى معدلات الإنفاق. الرسالة الأعمق: الذكاء الاصطناعي ينجح حين يخدم الإنسان أولًا.

قبل ihab@techandtech.tech
0 التعليق 124 الآراء
تقرير Lenovo CIO Playbook 2025 الذكاء الاصطناعي
لماذا يتصدر قطاع الـRetail سباق الذكاء الاصطناعي — والدروس الإنسانية التي يجب أن يتعلمها الـFinance والـHealthcare

غالبًا ما يُقدَّم الذكاء الاصطناعي بلغة الأرقام: نسب تبنٍّ، ميزانيات، مؤشرات أداء. لكن خلف كل رقم هناك واقع إنساني أعمق: عميل يريد تجربة أكثر إنصافًا وخصوصية، مريض يبحث عن علاج أسرع وأكثر دقة، وموظف يحتاج أدوات ذكية تدعمه بدل أن ترهقه.

وفقًا لتقرير Lenovo الجديد CIO Playbook 2025، تكشف البيانات أن رحلة الذكاء الاصطناعي في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا (EMEA) ليست واحدة للجميع. قطاع الـRetail يتصدر بوضوح السباق، حيث نجحت %96 من مشاريع الذكاء الاصطناعي في تلبية أو تجاوز التوقعات. أما الـFinance فيسير بحذر شديد لكنه يحقق نتائج لافتة حين يقرر التحرك. بينما الـHealthcare ينفق بسخاء غير مسبوق، لكنه يواجه صعوبات في ترجمة الاستثمار إلى نتائج ملموسة.

وهنا يظهر درس جوهري: النجاح في الذكاء الاصطناعي لا يقاس بحجم المال فقط، بل بمدى وضوح الرؤية، والقدرة على الإصغاء لاحتياجات الإنسان، وربط التقنية بالغاية الصحيحة.

الـRetail: ثقة هادئة وتركيز على الإنسان

يثبت قطاع الـRetail أن التقدم لا يعني دومًا الجري السريع نحو الأمام، بل قد يتحقق بخطوات صغيرة مدروسة.

%61 من الشركات ما تزال في مرحلة التجارب التجريبية (Pilot).

معدل نمو الإنفاق على الذكاء الاصطناعي متوازن (97%).

ومع ذلك، تكاد كل المشاريع تحقق نجاحًا أو تتجاوز التوقعات.

ما سر هذا النجاح؟ أن القطاع يستخدم الذكاء الاصطناعي في مواضع تلامس حياة الناس مباشرة: تخصيص تجربة التسوق، تحسين المخزون وتدفق السلع، تقليل الفاقد، وتبسيط تجربة العميل سواء عبر الإنترنت أو داخل المتجر.

تخيل متسوقًا يدخل متجرًا ليجد أن ما يحتاجه حاضر دائمًا، أو يتلقى عروضًا تلبي اهتماماته بدل إغراقه برسائل عشوائية. هنا تظهر قيمة الذكاء الاصطناعي: أداة تجعل الحياة اليومية أكثر سلاسة وإنسانية.

الـFinance: الانضباط في مواجهة المخاطر

قطاع المال والأعمال (BFSI) يعيش معادلة حساسة: الابتكار مطلوب، لكن الثقة لا تُقدَّر بثمن.

فقط %7 من المؤسسات تبنّت الذكاء الاصطناعي فعليًا حتى الآن.

%38 فقط من الميزانيات تُخصَّص لتقنيات Generative AI — وهي أدنى نسبة بين القطاعات.

لكن المدهش أن ثلث المشاريع التي تم إطلاقها تجاوزت التوقعات. هذا يعني أن المؤسسات المالية، رغم بطئها، تحقق نتائج مؤثرة حين تقرر الاستثمار.

الرسالة هنا إنسانية بامتياز: في عالم المال، الحذر فضيلة. فالتأني لا يعني التخلف، بل قد يكون ضمانة للثبات. فالمستهلك يحتاج أن يثق أن أمواله آمنة، وأن أي استخدام للذكاء الاصطناعي يعزز الأمان بدل أن يهدده.

الـHealthcare: طموحات كبيرة… ودروس قاسية

يحمل الـHealthcare أعظم مسؤولية: حياة الإنسان. لذلك ليس غريبًا أن يشهد أكبر زيادة متوقعة في الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، بنسبة %169 في عام 2025.

لكن هنا تكمن المفارقة: هذا القطاع، رغم استثماراته الضخمة، يسجل أقل معدلات نجاح.

معدل تبنّي الذكاء الاصطناعي هو الأدنى بين القطاعات.

أعلى نسبة مشاريع لم تحقق التوقعات أيضًا في الـHealthcare.

السبب؟ المال وحده لا يخلق الخبرة ولا يضمن النجاح. المستشفيات بحاجة إلى كوادر مؤهلة، استراتيجيات واضحة، وشراكات قوية مع شركات التقنية لتتحول الطموحات إلى أدوات يمكن الاعتماد عليها داخل غرف العمليات أو أقسام الطوارئ.

ومع ذلك، يكشف هذا الواقع عن جانب إنساني مؤثر: الإصرار على المحاولة. فالاستثمار الكثيف يعني أن القطاع الصحي يؤمن بقدرة الذكاء الاصطناعي على إنقاذ الأرواح، حتى لو تعثّر في البداية. التحدي الآن هو نقل هذه الرغبة الصادقة إلى نتائج عملية يشعر بها الطبيب والمريض معًا.

الدروس الإنسانية عبر القطاعات

من خلال هذه المقارنات، يظهر أن القاسم المشترك ليس التقنية بحد ذاتها، بل القيم الإنسانية التي تُوظَّف فيها.

وضوح الغاية أهم من وفرة المال → النجاح يتحقق عندما يعرف القادة لماذا يستخدمون الذكاء الاصطناعي، لا فقط كم ينفقون عليه.

جرّب، تعلّم، ثم وسّع → القطاعات التي تبدأ بمشاريع صغيرة وتتعلم من التجربة تحقق رضا أكبر من العملاء والمستفيدين.

الشراكات والمعرفة تشكل الفرق → لا يمكن لأي قطاع، خاصة الـHealthcare، أن ينجح دون دعم خبراء وتقنيات متخصصة لسد فجوة المواهب.

كما قالت Simone Larsson من Lenovo: «لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع في الذكاء الاصطناعي. لكل قطاع تحدياته وفرصه الخاصة.»

لماذا يهم هذا الشرق الأوسط؟

في منطقتنا العربية، تحمل هذه النتائج معنى مضاعفًا. الـRetail قطاع نابض بالحياة اليومية، من المراكز التجارية في دبي إلى الأسواق التقليدية في الرياض والقاهرة. الـFinance هو العمود الفقري لثقة الأفراد والشركات في الأنظمة الاقتصادية. أما الـHealthcare فهو مسؤولية إنسانية قبل أن يكون صناعة، فهو يتعلق بأعز ما نملك: صحتنا وحياتنا.

وبالتالي فإن الدرس واضح: الذكاء الاصطناعي ليس مجرد ثورة تقنية، بل مرآة للقيم التي نزرعها فيه. نجاحه أو فشله سيعتمد على مدى توافقه مع احتياجات الإنسان العربي، وثقافة المنطقة، وأولويات مجتمعاتنا.

قد يتصدر الـRetail السباق اليوم، ويعلّمنا الـFinance أن الثقة والانضباط هما رأس المال الحقيقي، بينما يذكّرنا الـHealthcare أن حتى العثرات تحمل دروسًا ثمينة.

في النهاية، لن يحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان، لكنه سيعكس القيم التي نغرسها نحن فيه. وهذه ربما تكون أهم رسالة على الإطلاق: التقنية بلا إنسانية تفقد معناها، أما التقنية حين تُصاغ بروح إنسانية، فإنها تصنع مستقبلًا أرحب لنا جميعًا.

 الأسئلة الشائعة

 لماذا يتقدم الـRetail في الذكاء الاصطناعي؟
لأنه يصغي لعملائه ويطبّق التقنيات حيث تخلق فرقًا ملموسًا في تجربتهم اليومية.

  لماذا يتحرك الـ Finance ببطء؟
لأن أساسه الثقة. يفضل الدقة والبطء على السرعة المتهورة لضمان أن الابتكار يعزز الأمان لا أن يهدده.

 لماذا يواجه الـ Healthcare صعوبات رغم الإنفاق الكبير؟
لأن المال لا يعوض نقص الاستراتيجية والخبرة. القطاع يحتاج إلى تدريب وشراكات قوية لضمان نجاح الاستثمارات.

 ما أهم درس يمكن أن يتعلمه القادة؟
أن النجاح في الذكاء الاصطناعي يتطلب وضوح الغاية، والبدء بتجارب صغيرة قابلة للتوسع، وبناء شراكات لتغطية فجوات المعرفة.

لماذا يهم هذا الشرق الأوسط تحديدًا؟
لأن هذه القطاعات الثلاثة — الـRetail، الـFinance، والـHealthcare — هي ركائز أساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة، وأي نجاح أو إخفاق فيها ينعكس مباشرة على حياة الناس.

قد ترغب أيضا