قطاع المشتريات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يواجه تحديات التوظيف والتنقل الوظيفي في عام 2024
يشهد قطاع المشتريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تغيرات كبيرة، حيث يبرز كل من الفرص والتحديات الكبيرة للمتخصصين في هذا المجال. مع إصدار “المعهد المُعتمد للمشتريات والإمدادات” (CIPS) لدليل الرواتب لعام 2024، يتضح أن التحديات المرتبطة بالتوظيف والتنقل الوظيفي تتصدر اهتمامات مهنة المشتريات في المنطقة.
هذا المقال موجه لأولئك المهتمين بمستقبل قطاع المشتريات، حيث نغوص في نتائج دليل الرواتب CIPS 2024 ونبرز التغيرات السريعة التي يشهدها قطاع المشتريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع استكشاف الاستراتيجيات التي يمكن للشركات اتباعها للتكيف مع هذا الواقع المتغير. من جمود الرواتب إلى المعركة المستمرة على استقطاب أفضل المواهب، تمثل هذه التحديات خريطة طريق لتحسين التوظيف والاحتفاظ بالموظفين وتطوير المهارات المهنية.
اتجاهات المشتريات في 2024: مشهد متغير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
يخضع قطاع المشتريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتحولات هائلة. ومع استمرار اندماج الشركات في سلاسل التوريد العالمية، فإنها تواجه تحديات داخلية وخارجية، بدءًا من الضغوط الاقتصادية وصولاً إلى نقص المواهب. تظهر التقارير أن 60% من المتخصصين في المشتريات في المنطقة يدرسون تغيير وظائفهم خلال العام المقبل، مما يعكس عدم الرضا المتزايد عن الأدوار الحالية بسبب جمود الرواتب وفرص التقدم المهني المحدودة.
وقد أدت تحديات التوظيف إلى تفاقم هذه المشاكل. وفقًا لتقرير CIPS 2024، 66% من أصحاب العمل في المنطقة يواجهون صعوبات في العثور على المواهب المناسبة في مجال المشتريات. وهذا ليس مجرد مشكلة محلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فحسب، بل هي ظاهرة عالمية تفاقمت بسبب نقص المؤهلات الرسمية في المشتريات والمهارات المتخصصة.
إن التغير السريع في مشهد المشتريات يتطلب وجود محترفين قادرين على التكيف، وعلى دراية تقنية عالية، وقادرين على مواءمة أهدافهم مع الأهداف الاستراتيجية للشركات. الشركات التي تفشل في تلبية هذه المعايير تخاطر بفقدان مواهبها لصالح المنافسين سواء في المنطقة أو على المستوى العالمي.
صراعات التوظيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “معركة المواهب”
تشهد مهنة المشتريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حاليًا معركة حامية الوطيس لاستقطاب المواهب، حيث إن أكثر من نصف المحترفين في المشتريات لم يشهدوا زيادة في رواتبهم خلال العام الماضي. هذا الجمود في الرواتب، جنبًا إلى جنب مع فرص التطوير المهني المحدودة، أدى إلى ارتفاع معدل التنقل الوظيفي، وهو الأعلى بين المناطق العالمية.
من ناحية أخرى، يعد نقص المحترفين المؤهلين في المنطقة من أبرز المشاكل التي تواجه أصحاب العمل، حيث إن أكثر من 66% من الشركات تبلغ عن صعوبات في التوظيف. هذا يشير إلى وجود فجوة واضحة بين العرض المتاح من المواهب والطلب المتزايد على المتخصصين في مجال المشتريات.
وفقًا لتقارير CIPS، يعد نقص الخبرة الفنية والمؤهلات الرسمية في المشتريات من بين أبرز التحديات. هذه الفجوة في المهارات تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتطوير برامج تدريبية أكثر فعالية. المحترفون الحاصلون على شهادات مثل MCIPS (عضوية المعهد المُعتمد للمشتريات والإمدادات) هم الأكثر طلبًا، ومع ذلك، فإن أعدادهم لا تكفي لتلبية احتياجات المنطقة.
جمود الرواتب وزيادات متواضعة: مصدر قلق متزايد
واحدة من أكثر النتائج إثارة للقلق في دليل الرواتب CIPS 2024 هي أن 51.5% من المتخصصين في المشتريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لم يشهدوا زيادة في رواتبهم خلال العام الماضي. هذا الجمود مثير للقلق بشكل خاص عند مقارنته بزيادة التضخم والنشاط الاقتصادي الإقليمي. من ناحية أخرى، أبلغ حوالي 39.4% من المحترفين عن زيادة في رواتبهم، على الرغم من أن هذه الزيادات كانت متواضعة ولم تعكس الاتجاهات العالمية الأوسع.
على الرغم من أن متوسط الراتب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يصل إلى 72,561 دولارًا سنويًا، إلا أن العديد من المتخصصين يشعرون بعدم الرضا. هذا الشعور بعدم الرضا لا ينبع فقط من عدم زيادة الرواتب، بل من الفرص المحدودة للنمو المهني وتطوير المهارات الفنية. حيث أن مهنة المشتريات أصبحت أكثر تخصصًا، ويتوقع الموظفون أن تعكس حزم الرواتب الخاصة بهم تلك المهارات والمسؤوليات المتزايدة.
البونصات: جزء أساسي من التعويضات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
بالإضافة إلى الرواتب، تعتبر البونصات جزءًا حيويًا من حزم التعويضات الخاصة بمتخصصي المشتريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يبلغ متوسط البونص حوالي 15%، وهو من بين الأعلى عالميًا. ولكن هيكل هذه البونصات يختلف، حيث يرتبط 45.5% منها بأهداف الشركة العامة، و33.3% بأداء الفرد، و18.2% بأهداف الفريق. هذا يؤكد على أهمية النجاح التنظيمي في تحديد حزم التعويضات، مما يربط التعويضات بصحة الشركة بشكل عام.
صرح سام أتشامبونج، المدير الإقليمي للمعهد المُعتمد للمشتريات والإمدادات (CIPS) لمنطقة آسيا وأستراليا والشرق الأوسط وأفريقيا (AMEA)، بأن مهنة المشتريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عند مفترق طرق. على الرغم من أن المنطقة توفر فرصًا هائلة نظرًا لأهميتها الاستراتيجية في سلاسل التوريد العالمية، إلا أن العديد من المحترفين يشعرون بأن حياتهم المهنية لا تتقدم كما يجب.
كيف يمكن لأصحاب العمل الاستجابة: التركيز على الاحتفاظ بالموظفين والتطوير المهني
لمعالجة مشكلتي جمود الرواتب والتنقل الوظيفي العالي، تحتاج الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى إعادة التفكير في استراتيجيات الاحتفاظ بالموظفين. تقديم رواتب تنافسية هو جزء واحد فقط من المعادلة. يبحث المتخصصون في المنطقة أيضًا عن فرص لتطوير مهاراتهم والتقدم في حياتهم المهنية.
الاستثمار في الموظفين من خلال برامج التطوير المهني، وتطوير المهارات التقنية، والممارسات التوظيفية الشاملة سيكون ضروريًا للشركات التي تسعى لاستقطاب والاحتفاظ بأفضل المواهب. بالإضافة إلى ذلك، يعد توفير فوائد ذات معنى تتجاوز العروض التقليدية أمرًا بالغ الأهمية. بينما تعد ترتيبات العمل المرنة أولوية قصوى لمتخصصي المشتريات عالميًا، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يتركز الاهتمام أكثر على فرص التطوير المهني والتأمين الصحي الخاص.
أهمية التطوير المهني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
واحدة من الفوارق الرئيسية بين محترفي المشتريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ونظرائهم العالميين هي أولوياتهم فيما يتعلق بالفوائد. بينما تحظى مرونة العمل وساعات العمل المرنة بتقدير كبير في المناطق الأخرى، يركز المحترفون في المنطقة بشكل أكبر على التطوير المهني وتغطية الرعاية الصحية الشخصية. هذا التفضيل يسلط الضوء على الاختلاف الثقافي والاقتصادي، حيث أن التقدم الوظيفي والاستقرار طويل الأجل أكثر أهمية من المرونة الفورية.
التكيف مع المشهد المعقد للمشتريات في عام 2024
مع استمرار تطور مهنة المشتريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يجب على الشركات التكيف مع الاحتياجات والتوقعات المتغيرة لقوى العمل. النتائج المستخلصة من دليل الرواتب CIPS 2024 تشير بوضوح إلى أن جمود الرواتب وتحديات التوظيف يمثلان قضايا ملحة تحتاج إلى معالجة فورية. الشركات التي لا تعالج هذه القضايا تخاطر بفقدان مواهبها لصالح المنافسين.
من خلال الاستثمار في فرص التطوير المهني، معالجة فجوة المهارات، وتقديم حزم تعويضات تنافسية، يمكن للشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن تتنقل بنجاح عبر المشهد المتغير والمعقد لقطاع المشتريات. المستقبل مليء بالإمكانيات، ولكن فقط الشركات التي تتعامل بشكل استباقي مع هذه التحديات ستكون قادرة على الازدهار في عام 2024 وما بعده.
الأسئلة الشائعة
كيف يتغير قطاع المشتريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
القطاع يتطور بسرعة مع تركيز أكبر على المهارات التقنية، التطوير المهني، والمؤهلات الرسمية في المشتريات. ومع ذلك، تستمر تحديات التوظيف والتنقل الوظيفي كأهم القضايا.
ما هي أبرز التحديات التي تواجه محترفي المشتريات في المنطقة؟
جمود الرواتب، ضعف فرص التقدم المهني، ونقص المهارات الفنية بين المرشحين من بين التحديات الأبرز التي تواجه القطاع.
لماذا يسعى محترفو المشتريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى تغيير وظائفهم؟
أكثر من 60% من المحترفين يسعون إلى فرص جديدة بسبب عدم الرضا عن الرواتب الجامدة، وضعف النمو المهني، وعدم توافق الأهداف الشخصية مع الأهداف المؤسسية.
ما هو متوسط الراتب لمحترفي المشتريات في المنطقة؟
متوسط الراتب يبلغ 72,561 دولارًا سنويًا، على الرغم من أن العديد من المحترفين لم يشهدوا زيادات في رواتبهم خلال العام الماضي.
كيف يمكن للشركات مواجهة تحديات التوظيف في قطاع المشتريات؟
تحتاج الشركات إلى الاستثمار في برامج التطوير المهني، تقديم رواتب تنافسية، والتركيز على تطوير مهارات الموظفين لسد فجوة المواهب.
ما هي الفوائد التي يفضلها محترفو المشتريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
على عكس نظرائهم العالميين، يفضل المحترفون في المنطقة التطوير المهني والتأمين الصحي الخاص على ترتيبات العمل المرنة.